البروفيسور محمد الأمين بلغيث: فرنسا سرقت كل شيئ حتى أبواب المساجد و الزوايا و المقابر و شواهد القبور”

كشف أستاذ قسم التاريخ في جامعة الجزائر، البروفيسور محمد الأمين بلغيث، عن وجود نحو 50 ألف بطاقية بريدية فرنسية، تخص المسروقات التي قام بها الاحتلال الفرنسي للجزائر خلال الفترة الممتدة من 1832 – 1962.
وأكد بلغيت، على سرقة الفرنسيين لأنواع متعددة من الألواح الزيتية التي رسمها فنانون أجانب عن مدينة الجزائر، تظهر تاريخ المدينة وحياه السكان فيها، “على غرار اللوحات الشهيرة التي رسمت في القرنين 15 و16 وتحمل كتابات الجزائر المحروسة بالله، وهي اللوحة التي تجدها عند الحلاقين، وأصحاب المقاهي، وحتى في المساجد والمؤسسات الرسمية”، وفق ما نشرته جريدة الشعب.
وتحدّث بلغيث، عن تركيز الاحتلال الفرنسي على سرقة كل ما يُثبت ارتباط الجزائر بالعالمي الشرقي العربي، قائلا في هذا الشأن “كما هو معلوم أن الاستعمار الفرنسي عمد خلال دخوله لبلادنا إلى نهب كل ما يثبت للجزائر مكانتها في الفن الشرقي، لقد سرقوا أبواب المساجد وأبواب الزوايا وأبواب المقابر وسرقوا حتى شواهد القبور ونهبوها”. وأضاف، “تعتبر هذه الآثار المادية والفنية، وهي الأبواب التاريخية لأكثر من 103 مسجد، دلالة على أن هؤلاء الصليبيين قد نهبوا بلدا كان يملك دولة واستقرارا”.
وأكد بلغيت، على المكانة العلمية الكبيرة التي كانت تتمتع بها الجزائر قبل الاحتلال وفي شتى العلوم، وهو ما تعمد الاحتلال الفرنسي سرفته وتغييبه عن الجزائريين، على غرار “مخطوطة نادرة في تاريخ العالم، وهو المخطوط الأصلي في تاريخ الشيخ العدواني جد الشيخ محمد الطاهر العدواني، أصيل وادي سوف، وقد نهب الفرنسيون هذا المخطوط من قصر الصالح باي، ومئات الآلاف من المخطوطات، التي ثبت بأن لها لسان عربي فصيح، بالإضافة إلى اللغة التركية، ولها علماء كبار في شتى أنواع العلوم والفنون من الفلك إلى الفقه والأصول والتفسير”.
وأكد في سياق حديثه، مع ذات المصدر، على ضرورة استرجاع الجزائر لموروثها الثقافي المنهوب، مشيرا إلى سرقة أكثر من 30 ألف بندقية من أجود أنواع البنادق التاريخية التي اشتهرت بها البحرية الجزائرية والبحر الأبيض المتوسط، كما نهبوا خزينة الداي، بما فيها من تحف وأموال وذهب وعملات أجنبية، وقال: “هذه كلها تدخل في باب ما تحدث عنه أحد الفرنسيين في كتابه الشهير قصة نهب مدينة الجزائر، بالتالي نعتقد أن هذه الأشياء من لوحات، مخطوطات، أبواب وبنادق يضاف إليها مدفع بابا مرزوق، والذي يقبع في مدينة برست إلى يومنا هذا كلها تحف تعبر عن تاريخ وطن”.