في فضل العشر الاوائل من ذي الحجة …

كتب الدكتور إبراهيم بودوخة إمام مسجد العتيق بوسط مدينة سطيف في فضل العشر الأوائل من ذي الحجة قائلا :
هل تعلمون الحكمة من الاشتغال بالتسبيح والتكبير والتحميد والتهليل في هذه الأيام من العشر الأوائل من ذي الحجة ؟
الجواب بعون الله تعالى ، هو : لأن النزول الإلهي سيكون يوم عرفة وهو يوم التجلي الأعظم والعتق والعفو والمغفرة والهدايا والأرزاق والعطايا والرضى منه ….فطُلب شرعا من المؤمنين أن يشاركوا الملائكة التي تتنزل بالألوف كل يوم في كمال تام وخَلق عظيم وجمال لا حد له ؛ لا يعلمه إلا الله؛ يشاركوها في التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والتقديس : استعدادا للتعرض لتجليات ربنا مولانا .ولله المثل الأعلى ، كما تكون الاستعدادات لزيارة ملك أو رئيس لولاية من الولايات ..نسأل الله الجليل أن يجعلنا من القوم الصالحين وأوليائه المقربين .ولما كان الجزاء من جنس العمل :1/ فإن المشتغل بالتسبيح والتقديس لله في هذه الأيام استعدادا وتعظيما للتجلي الإلهي الأعظم ، فإنه سيكون من ذوي الحظوة العالية في النظر إلى وجهه في الجنة يوم القيامة ، فإن القوم حينئذ في النظر على مراتب متفاوتة .2/ ولما كان التجلي الأعظم إنما هو على أهل الوقفة بعرفة ، كان من يتحلى بصفتهم أولى بالقرب مثلهم ، ولذا استحب في العمل الصالح هذا الإنسان بالأعمال التي تساوي ثواب الحج كالسبحة التي ما بين الفجر والشروق ، واستحب تحري الثلث الأخير من الليل حيث النزول الإلهي ولقاء المحبة للمتعبد المتوله بربه..ومن ثم نفهم علة كون التقديس والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ؛ أفضل من الجهاد في سبيل الله ..ونفهم أيضا أن الصحابة فهموا من حديث العشر الأوائل هذا المعنى المطلوب وهو مشاركة الملائكة في تعظيم وتمجيد الله ، وأن ذلك أفضل من الجهاد ونحوه .والعمل الصالح نوعان ؛ عام وخاص ، فالعام كل خير ونفع مشروع بنية خالصة واتباع للسنة ، وأما المفهوم الخاص للعمل الصالح وهو المقصود في هذه الأيام من أوائل ذي الحجة ؛ فهو التعبد والتحنث والوله والخلوة بالأوراد تعظيما وتذللا وخضوعا وتحببا لله رب العالمين..نسأل الله الرحيم الرحمن أن يجعلنا من ضنائنه وأحبابه وأوليائه .إله الحق ، اللهم آمين.