في خطوة أثارت استغراب الكثير من سكان مدينة سطيف، يسير المجلس الشعبي البلدي إلى ترسيم منح مبلغ 14 مليار سنتيم لصالح نادي وفاق سطيف، في وقت لا تزال فيه الكثير من أحياء المدينة تتخبط في أزمة حقيقية مثل حي 1000 مسكن و حي الراسيدور وطانجة وعين الطريق و الحاسي وغيرهم كثير، لن يزايد أحد على حب الوفاق الذي يسري في عروق كل السطايفية، ولن يتحجج أحد بأن الوفاق بحاجة إلى سيولة مالية لإكمال الموسم وهو المتصدر للترتيب العام، لأن منح هذا المبلغ في عز الأزمة لصالح نادي لم يتمكن من ضمان مداخيل محترمة له، يعتبر عجزا وضعفا من طرف إدارة لا تزال تنتظر صدقة من البلدية، في وقت صرح سرار ومن معه في وقت سابق بأنهم مستعدون لجلب سبونسور من الحجم الثقيل، بل وذهب سرار إلى حد أن قال بأنه سيجلب شركة الطيران القطرية لتدعيم الوفاق.
من جهة أخرى فإن الذي لا يعلمه الجميع، هو أن أحد المنتخبين المحليين والذي كان نائبا سابقا وتم عزله من طرف رئيس البلدية نفسه بسبب سوء في التسيير، اقترح على مرأى ومسمع من المجلس الموقر جدا ؟؟؟، أن يمنح للوفاق مبلغ 20 مليار سنتيم لحل أزمته، وهي الخطة المعروفة جيدا بأن يتم رفع السقف عاليا حتى يتم الإتفاق على مبلغ أقل، لكنه في الواقع مبلغ كبير قد ينتشل الكثير من الأحياء في المدينة من واقع مرير تعيشه منذ سنوات.
يبقى التواطؤ الكبير بين المنتخبين المحليين بمن فيهم ما يسمى المعارضة المصطنعة، لانهم لم يكلفوا أنفسهم رفض المقترح أو مناقشة الاقتراح الذي لم يتم مناقشته في لجنة الثقافة و الرياضة كما عهدناه دائما، وهذا بحجة أن سيدي المير قال بأنه تلقى ضغوطات من “فوق” حتى يتم تخصيص هذا المبلغ للوفاق العاجز عن تسديد ثمن تنقلاته، لكن الحقيقة التي تخفى مرة أخرى هي أن رئيس البلدية تلقى بعض المؤشرات الإيجابية حول إعادة ترشيحة لمنصب رئيس البلدية في حال تمرير هذا المقترح، وهو حال معظم منتخبي الأحزاب المشكلة للمجلس الشعبي البلدية التي تسعى إلى إعادة انتخابها مرة أخرى .
فبأي منطق يفكر هؤلاء، ولماذا يتحمل سكان البلدية ضعف مسيري الوفاق، خاصة وأن أكثر من نصف ميزانية بلدية سطيف هي عبارة عن ضرائب يسددها سكان البلدية.
